السبت، 6 سبتمبر 2008

أوان الرحيل

لا أدري كم من الوقت مضى , تراني فوق الأرض ام تحتها هل مات ساعدي ام لم يحن وقت الرحيل, أحاول أن اتأمل الوجوه وجوه من حولي, اريد أن اكتشف ممن حولي أين مكاني, فأنا لا أدري هل انا فوق فراشي الوثير ام من فوق فراش اخر ولكن اين هذا هو السؤال اكم من الليالي قضيتها وانا لا ادري في اي فراش انا ؟وكنت عندما افيق اسأل نفسي نفس السؤال؟

ولكن سرعان ما اعود إلى ثوابي وارتب ذاكرتي وابتسم ابتسامة الواثق من نفسه واتكلم بهدوء واترك المكان ولكن شيئاً لم يكن واعود إلى ذاتي وفي داخلى لذة غريبة كنت دائماً اشعر بها عندما اسطو على شيء ليس ملكي وانجح في اقتناصه

ولكن متى بدأت هذه اللذة ؟ لا ادري ربما كان اول يوم عندما كنت مع والدي لزيارة احد الاصدقاء ودعاني ابنه للعب معه وعندما دخلت الحجرة وبدأت العب وجدت نفسي ادور وابحث في الغرفة وكأني ابحث عن شيء ضائع علماً بأنها كانت المرة الأولى لدخولي هذا المكان ولكلامي مع هذا الصبي الصغير ومع هذا ودون ان ادري وجدت في نفسي شعور غريب لاقتناص اي شيء من غرفته مهما كان تافه او بسيط وبالفعل اخذت قلم رصاص ليس له قيمة واخفيته بين ثيابي وكنت اشعر بمتعة غريبة كلما تصورت منظر الصبي وهو يبحث عنه ولا ادري لماذا كان هذا الشعور ؟ تراني اغار من حجرته المرتبة منزله يشبه منزلنا لكن حجرته ليست مثل حجرتي فهو وحيد والديه اما انا فلي اخيين يقاسمونني حجرتي وحياتي كلها وانا لست الكبير حتى احصل على النصيب الاكبر في كل شيء ولست الصغير حتى استمتع بما يستمتع به الصغير من اهتمام امي وحنان ابي.

ولكن في الوسط كم مهمل في عائلتي في حياتي كلها امضي ساعات في اللعب خارج البيت ولا يشعر بي احد وامضي ساعات في الفصل ولا يسألني أحد فأنا تلميذ من بين خمسين تلميذ في الفصل لست متفوقاً حتى يحبني استاذي ولست مشاغباً حتى يشكو مني زملائي في الفصل ترتيبي في الوسط لذا لا يشعر بي احد ولا اسبب ضيق لاحد ومع هذا كنت احاول أن الفت النظر, ان يشعر بي احد اختلس اي شيء ليس من حقي وبدلاً من محاولة اخفائه احاول ان يراه كل من حولي بل ليعرف الجميع انني انا الفاعل ويحدث ما يحدث وبالفعل يعرف والدي وينقلب المنزل وتجتمع امي مع ابي وتتم مناقشة الكارثة.

وعندما يصل الأمر إلى هذا الحد أثور على نفسي ويصحو ضميري من غفلته وأجدني ابكي وكأني طفل تراني كنت ابكي ندماً على فعلتي؟ ام لشعور داخلي بأني مظلوم داخل مجتمعي الصغير ؟
عائلتي التي لا تشعر بوجودي الا عند حدوث كارثة.
ودائماً يحاولون ويحلون ويعاقبون ويسامحون وتنتهى الكارثة وتعود الحياة سيرتها الاولى .
وهكذا مرت حياتي وانتهت دراستي لا احمل احد المؤهلات وليجد لي والدي وظيفة في احدى الشركات.
حياة رتيبة كئيبة لم يكن يعطي لها طعم سوى ما اختلسه من اشياء ليست من حقي ولكن وبعد هذا العمر ولكن وبعد هذا العمر لم اعد اختلس اشياء اشياء صغيرة مثل القلم الرصاص, بل اختلس المتعة ,اي متعة اشرب الخمر من وراء الجميع وأذهب إلى السهرات الحمراء وهكذا تمضي حياتي واتزوج وانجب ولكن دائماً اختلس شيء من وراء الجميع, ولكن الآن اين أنا ابحث عن ذاتي فلا اجدها .

تراني فوق فراش الرحيل ام فوق فراش الخطيئة .
احاول ان اجد السبيل هل اتوب فأنا فوق فراش الرحيل , استغفر الله واحاول ان اعود إلى فطرتي التي خلقني الله عليها.
ام انه مر الوقت وانا مازالت فوق فراش الخطيئة.

هناك تعليق واحد:

HANY YASSIN يقول...

السلام عليكم
النص جميل جداً
التحليل النفسي للشخصية اكثر من رائع
الضمير عندما يصحو يكون جميلاً
تحياتي
هاني يس